العرض في الرئيسةفضاء حر

حمقى مصممون على ضياع القضية الجنوبية

يمنات

فتحي أبو النصر

الحمقى والسذج والبلاطجة في الجنوب هم من يصممون على ضياع القضية الجنوبية العادلة، فليس بالانحياز للإرهاب المتفشي او بتطنيش مخاطره على الجنوب كما ليس بالعنصرية التي تمارس ضد شماليين بسطاء و ابرياء من ارتكاب اي مظلمة ضد الجنوبيين؛ بإمكان هؤلاء ان يقنعوا انفسهم و العالم بعدالة قضيتهم و مشروعهم الناضج لانتصارها..

و الاخطر ان الساحة الفوضوية في الجنوب اليوم تفتقد للعقلاء و للكبار الذين يتوجب عليهم رفع صوتهم الحكيم لترشيد الجنون المندلق و الحث على وضع مشروع جنوبي جامع ضد التطرف و العصبوية الخرقاء، فضلا عن المشاركة في ادارة الدولة القائمة بمسؤولية كبرى الى حين وضع حل وطني عادل للقضية الجنوبية يرضي الجميع في الداخل والخارج..

ذلك ان للجنوبيين مصالح مشروعة و مشتركة مازالت مع الجمهورية اليمنية و هي المعترف بها دوليا .. شاءوا أم ابوا..

و العكس ايضا..

اما القفز عن هذه الحقيقة بتصرفات هوجاء ومأزومة فسيمثل القيمة السلبية الفارقة و القاصمة التي سترتد على القضية الجنوبية اكثر من اي شيء آخر..

و لذلك فإن استمرار الحال برؤية مشتتة و مسدودة و عبثية و غير ايجابية لن يؤدي أبدا الى جنوب حر و ديمقراطي و مدني و فاعل كما يأمل او يتخيل البلهاء و الغوغاء و انما الى العكس تماما بل الى ما هو ابشع..

بمعنى آخر سيستمر افساد و حرف القضية الجنوبية بمصالح امراء الإرهاب و الخراب و الشمولية كما ستؤدي تداعيات الانكشاف الاخلاقي و الهستيريا الدموية الى تحسر جميع الذين انحازوا للقضية الجنوبية على اولئك الملهمين الذين كانوا مكافحين و صمتوا كقادة في اللحظات الفاصلة ثم انزاحوا من المشهد ليتقدم الانذال و الصغار فقط..

و هكذا – كما سيقول التاريخ للأسف – عملوا بمنتهى الاستخفافات و الحسابات الخاطئة ضد قضيتهم مفرطين بها بكل رعونة وطيش؛ ليكتشفوا بعد فوات اﻵوان طبعا فقدان القضية الجنوبية في ظل ضياع الجنوب نفسه و غرقه في طوفان اﻵثام و الشرور التي زينت لحفنة انفعالية و انفصامية فيه باعتبارها هي الفضائل الحقيقية و الوحيدة التي ستجلب السعادة و التحرر للجنوبيين في نهاية المطاف، بينما التوجه المستمر و الحثيث اﻵن هو اثخانه بالمزيد من التعاسات و الاعاقات الممنهجة ليس إلا في ظل انكفاء كل الشعارات الاخلاقية و السياسية الى الهامش.

و عجبي..

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى